قُتل باحث في مزرعة لؤلؤة في شمال إندونيسيا على يد تمساح ضخم تم الاحتفاظ به بشكل غير قانوني كحيوان أليف في اليابان قبل أن يتم بيعه للمزرعة، حسبما أفادت وسائل الإعلام المحلية. وقع الحادث المروع عندما كانت ديزي تووو، البالغة من العمر 44 عامًا، وهي رئيسة مختبر المزرعة، آخر من رآها زملاؤها أثناء إطعام التمساح الذي يبلغ وزنه 600 كيلوجرام. تم العثور على جثتها بعد وقت قصير، وعثر عليها زملاؤها في حالة سيئة، حيث كان التمساح قد هاجمها بشراسة.

تم اكتشاف جثة ديزي بعد أن تم العثور على قطع من قميصها تطفو على سطح الماء، مما دفع زملاءها إلى التحقيق في الحادث، ليكتشفوا أن جسدها تعرض للتمزق بشكل مروع، حيث تم التهام يدها ومعظم بطنها من قبل التمساح. كان الحادث غير متوقع، حيث يعتقد زملاؤها أنها ربما قد انزلقت أثناء إطعام التمساح مما أدى إلى هجوم مفاجئ. ما جعل الحادث أكثر مأساوية هو أن ديزي كانت شخصية محبوبة، تهتم بالطبيعة والحيوانات، مما جعل الوفاة تؤثر بشدة على المجتمع المحلي.

في أعقاب الحادث، تم تنفيذ عملية كبيرة للقبض على التمساح، الذي أطلق عليه اسم “ميري”، حيث تم استخدام المخدرات لتهدئته ونقله إلى مركز تربية الحيوانات في تسياك كوكي في شمال ميناهاسا. وكان الحادث قد لفت انتباه وسائل الإعلام الكبرى مثل BBC و The Guardian و Daily Mail بسبب طبيعته الرهيبة والنادرة، مما أثار موجة من الصدمة في المجتمع. كانت ديزي تووو معروفة بتفانيها في العمل وحبها العميق للحيوانات، مما جعل الحادث أكثر مأساوية.

تم التوصل إلى أن ديزي كانت تهتم بالتمساح بشكل كبير، وأنه كان جزءًا من بيئة المزرعة التي كانت تديرها. ورغم ذلك، فإن هذا الحادث يسلط الضوء على المخاطر الكبيرة المرتبطة بالحيوانات البرية التي يتم الاحتفاظ بها كحيوانات أليفة. فقد أظهرت الحادثة كيف أن تصرفات غير مسؤولة قد تؤدي إلى عواقب مأساوية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحيوانات المفترسة التي يجب التعامل معها بحذر شديد.
الأحداث التي وقعت أثارت تساؤلات كثيرة حول السلامة في العمل مع الحيوانات البرية في مثل هذه المزارع، حيث تظهر الحاجة إلى تطبيق سياسات أكثر صرامة للحفاظ على سلامة العاملين والباحثين في هذا المجال. بينما تواصل الشرطة التحقيق في الحادث، فإن المجتمع المحلي ما زال يشعر بصدمة شديدة من هذه الحادثة الفظيعة.
من الجدير بالذكر أن السلطات في إندونيسيا تعمل على مراجعة اللوائح المتعلقة باحتجاز الحيوانات البرية في المزارع والمنازل الخاصة. وقد بدأت الدعوات لإصلاحات قانونية تهدف إلى ضمان سلامة الأفراد وحمايتهم من المخاطر المحتملة التي تشكلها الحيوانات المفترسة. الحادث الذي وقع في مزرعة اللؤلؤة قد يصبح نقطة تحول في كيفية تنظيم وحماية الأفراد من مخاطر العمل مع الحيوانات البرية في المستقبل.
لقد كانت ديزي تووو معروفة بموقفها الحنون تجاه الحيوانات والطبيعة، وكانت تعتبر شخصية محورية في عملها بالمزرعة. كانت تحظى باحترام كبير بين زملائها والمجتمع المحلي بسبب تفانيها وإخلاصها لعملها. فقد كانت ترى أن العمل مع الحيوانات ليس مجرد مهنة، بل رسالة للحفاظ على الطبيعة وحمايتها. ومن المؤكد أن فقدانها سيترك فراغًا كبيرًا في المجتمع العلمي.
يجب أن يكون هذا الحادث بمثابة تذكير قوي بأهمية التعامل بحذر مع الحيوانات البرية، والتأكد من اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة العاملين. التمساح “ميري” الذي تسبب في وفاة ديزي قد تم نقله إلى مركز تربية للحيوانات حيث من المتوقع أن يُحسن بيئته لضمان عدم حدوث مثل هذه الحوادث مرة أخرى.
لا شك أن هذه الحادثة ستظل حاضرة في ذاكرة الكثيرين، وستثير تساؤلات مستمرة حول كيفية تحقيق التوازن بين دراسة وحماية الحيوانات البرية وضمان سلامة البشر. إن الحفاظ على توازن بين الطبيعة وحياة الإنسان هو أمر حيوي في هذه الأوقات، خاصة مع زيادة الاهتمام بحماية البيئة والموارد الطبيعية.
على الرغم من الألم الذي تركه فقدان ديزي تووو، فإن هذه الحادثة قد تساهم في تغيير السياسات والإجراءات المتعلقة بالعمل مع الحيوانات البرية. فقد حان الوقت لإعادة النظر في كيفية إدارة مثل هذه الأنواع من الحيوانات، وضمان أن البيئات التي يتم الاحتفاظ بها فيها آمنة للمستخدمين والموظفين على حد سواء.