في اكتشاف أثري مذهل هزّ المجتمع العلمي، تم العثور على سفن قديمة مدفونة في أعماق الرمال في موقع ساحلي غير مُعلن عنه، ويبدو أنها بُنيت باستخدام تقنيات لا يمكن تفسيرها بالتكنولوجيا المتوفرة في العصور القديمة. هذا الاكتشاف المثير للجدل يُعيد طرح أسئلة كثيرة حول مدى تطور الحضارات القديمة، ويثير شكوكًا حول ما إذا كانت بعض المعارف قد فُقدت مع مرور الزمن.
وفقًا لفريق الباحثين الذين عثروا على هذه السفن، فإن بنيتها الهندسية وتصميمها الديناميكي لا يتناسبان مع الأدوات والمواد المعروفة آنذاك. تم استخدام سبائك معدنية لا تتطابق مع أي شيء تم اكتشافه في المواقع الأثرية الأخرى، ويُعتقد أنها تتطلب درجات حرارة عالية وتقنيات صهر متقدمة لم تكن موجودة، حسب الاعتقاد السائد، قبل آلاف السنين.
ومن المثير للدهشة أن بعض المكونات في السفن تُظهر إشارات إلى معرفة متقدمة بالهيدروديناميكا وميكانيكا الدفع، مع تفاصيل تجعل من غير المعقول أن تكون هذه القطع من صنع حضارة بدائية. البعض ذهب إلى حد افتراض أن هذه التكنولوجيا ربما جاءت من حضارة منسية، أو حتى من مصدر غير بشري.
الموقع الذي عُثر فيه على السفن تم تقييده من قبل السلطات، ويعمل فريق من علماء الآثار، والجيولوجيين، والمهندسين على تحليل كل تفصيلة من هذه القطع الغامضة. كما يجري البحث عن رموز أو نقوش قد تساعد في فهم أصولها أو الحضارة التي صنعتها.
تقول الدكتورة سلمى الراوي، أستاذة علم الآثار القديمة: “لم أرَ في حياتي شيئًا كهذا. هذه السفن تشبه سفن المستقبل، لا الماضي. إما أن لدينا فجوة كبيرة في فهمنا للتاريخ، أو أن هناك شيئًا آخر يتعين علينا اكتشافه.”
ومع تزايد التكهنات، بدأ البعض في طرح نظريات تتعلق بتدخل حضارات مفقودة مثل الأطلنطس، أو حتى نظريات أكثر تطرفًا تشير إلى وجود تواصل مع كيانات خارج الأرض. وبينما يرفض المجتمع الأكاديمي القفز إلى مثل هذه الاستنتاجات، فإن الجميع متفق على شيء واحد: هذا الاكتشاف سيفتح فصلاً جديدًا في دراسة تاريخ الإنسان.
سيتم عرض بعض أجزاء من السفن في معرض دولي خلال الأشهر القادمة، بينما تستمر الدراسات في المختبرات حول العالم لمحاولة فك شفرة هذه التكنولوجيا الغامضة. لكن يبقى السؤال الأهم: كم من التاريخ الحقيقي لا يزال مدفونًا في الرمال، ينتظر من يكتشفه؟
