شتموه وأطلقوا عليه أبشع الألقاب عندما تزوج امرأة تبلغ 85 عاماً… وبعد سنوات، ندموا ندماً شديداً… شاهد القصة كاملة هنا:

عندما تزوج الشاب الكونغولي موييوا، البالغ 23 عاماً فقط، من تيريزا، السيدة التي تكبره بستين عاماً كاملة ويبلغ عمرها 85 عاماً، انهالت عليه الشتائم والألقاب القاسية من كل حدب وصوب. صاحبه أصدقاؤه: «مجنون!»، «مغفل!»، «صياد ثروة!»، وحتى عائلته هددته بالتبرؤ منه إذا أصرّ على هذا «الجنون». أما عائلة تيريزا، وهي أم لثمانية أبناء وجدة لعشرين حفيداً، فقد رأت فيه «لصاً يطمع في ميراثها». لكن بعد سنوات قليلة فقط، تحولت كل تلك الأصوات إلى صمت مطبق… ثم إلى ندم عميق، واعتذارات متتالية، ودموع خجل.

بدأت القصة في مدينة كينشاسا بالكونغو. موييوا، الشاب الطموح الذي نشأ في أسرة فقيرة ولكن كريمة، كان يحلم بالجامعة. لكن عندما فقد والده عمله وأصبح دخل الأم الوحيد من وظيفتها كطباخة لا يكفي لشيء، وجد موييوا نفسه في التاسعة عشرة يجوب الشوارع بحثاً عن أي عمل. في أحد الأيام الحارة، دخل سوبرماركت ليشتري قارورة ماء، فرأى رجلاً مسنّاً يترنح ويكاد يسقط. هرع لمساعدته دون تفكير. ابتسم الرجل المسن وقال: «شكراً يا ولدي، ما اسمك؟ كيف أكافئك؟». اكتشف موييوا بعد لحظات أن هذا الرجل هو صاحب السوبرماركت نفسه، فمنحه وظيفة كاشير على الفور. هكذا بدأت رحلة موييوا نحو تحقيق حلمه.

بعد ثلاث سنوات من العمل الدؤوب، استطاع توفير المال للسفر إلى دولة إفريقية مجاورة لدراسة الهندسة. هناك استأجر غرفة صغيرة في بيت امرأة عجوز لطيفة تُدعى تيريزا. كانت تيريزا تعامل جميع المستأجرين الشباب كأبنائها: تطبخ لهم، تطمئن عليهم، تسأل عن دراستهم. لكن مع موييوا كان الأمر مختلفاً. كان يجلس معها ساعات طويلة يحكي لها عن قريته، عن أحلامه، عن أمه التي يرسل لها كل درهم يوفره. وكانت تيريزا تستمع بقلب مفتوح، تضحك من قلبه، وتدعو له كل ليلة.

ذات مساء عاد موييوا متعباً جائعاً، فطرقت تيريزا بابه حاملةً طبقاً ساخناً من الأرز والدجاج. جلست معه، ثم فجأته بسؤال بريء: «هل لي أن أقبلك على خدك يا ولدي؟». قبلة بريئة تحولت إلى نظرة طويلة، ثم إلى اعتراف متبادل بالحب. في البداية ظنّ الجميع أنها مجرد عطف أمومي، لكن الحب كان حقيقياً، عميقاً، ومتبادلاً. بدأ موييوا يناديها «حبيبتي»، وصارت تيريزا تمزح وتداعبه قائلة: «أنت زوجي الصغير».

عندما أعلنا خطبتهما، انفجر المجتمع غضباً. أصدقاء موييوا تخلوا عنه، عائلته بكت وتوسلت إليه أن يتراجع، وحتى أبناء تيريزا طالبوا بمهر خيالي – 12 بقرة – ظناً منهم أنه سيستحيل عليه توفيرها فيتراجع. لكن موييوا لم يتزحزح. باع كل ما يملك، استعار من أصدقاء قليلين بقوا مؤمنين به، ودفع المهر كاملاً. في يوم الزفاف، وقف الشاب الوسيم بجانب عروسه العجوز ذات البشرة البيضاء المجعدة والابتسامة التي تضيء الدنيا، ونطق بصوت عالٍ: «هي سعادتي، وأنا اخترتها بقلبي، ولن أختار غيرها أبداً».

سنوات مرت. لم تستطع تيريزا الإنجاب طبعاً، لكنهما تبنيا طفلين جميلين – ولداً وبنتاً – وأسسا عائلة صغيرة مليئة بالضحك والحب. موييوا تخرج مهندساً، أسس شركته الخاصة، وصار يعيل أمه وإخوته في الكونغو بكرم شديد. أما تيريزا فتحولت إلى ملكة في بيتها، تحيط بها رعاية زوجها الذي لم يترك يدها يوماً.

بعد خمس سنوات فقط، بدأ من كانوا يشتمون موييوا يطرقون بابه واحداً تلو الآخر. جاءوا خجلين يطلبون السماح. بعضهم فقد وظيفته ووجد موييوا يشغّله في شركته دون تردد. آخرون رأوا أمهاتهم يكبرن وحيدات فأدركوا كم كانوا قساة. حتى أبناء تيريزا الذين عارضوا الزواج أشد معارضة أصبحوا يزورون أمهم كل أسبوع ويحضنون «زوج أمهم» بحرارة.

اليوم، يعيش موييوا وتيريزا في منزل كبير مليء بدفء العائلة. يلعب الأطفال المتبنيان في الحديقة، وتجلس تيريزا في كرسيها المفضل تضحك وهي تشاهد زوجها الصغير يصلح لها كرسياً مكسوراً بنفسه تماماً كما بدأت قصتهما قبل سنوات. يقول موييوا في كل مقابلة: «العمر مجرد رقم. الحب الحقيقي هو من يجعلك تشعر أنك في البيت أينما كنت».

قصة موييوا وتيريزا ليست مجرد قصة حب عابرة للأجيال، بل درس قاسٍ لكل من يحكم على الناس من مظهرهم. لقد أثبتا أن الحب الصادق لا يعرف عمراً، ولا لوناً، ولا جنسية، وأن السعادة اختيار شخصي لا يحق لأحد أن يسرقه منك. وفي النهاية، من كانوا يشتمون موييوا صاروا يحسدونه… ويتمنون لو يجدون هم أيضاً حباً نصف نقاء حبهما.

هل يستحق الحب كل هذا الصراع؟ اسألوا موييوا، سيجيبكم بابتسامة: «تستحق تيريزا العالم كله… وأنا سعيد لأنني أعطيتها قلبي».

Related Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *