يحرس جليد بحيرة هورون أسراره بغيرة. لمدة 47 عامًا، احتفظ بحقيقة قاسية، قصة همس بها جيل بعد جيل ولكن لم تُروَ بالكامل أبدًا. كانت قصة 42 طفلاً من الأمريكيين الأصليين الذين صعدوا إلى حافلة مدرسية صفراء في صباح ربيعي منعش عام 1948 واختفوا ببساطة. لم تصرخ عناوين الصحف بأسمائهم. لم يتم إطلاق أي بحث وطني. لم يكن هناك سوى الصمت: صمت صامت يصم الآذان سقط على محمية ريد باينز والعائلات التي أُبلغت بوفاة أطفالها في حادث مأساوي. ولكن في عام 1995، كُسر الصمت عندما اكتشف فريق سونار، في مهمة استطلاع روتينية، شذوذًا في قاع البحيرة. كانت حافلة مدرسية محفوظة تمامًا، وقبرًا مختومًا يحتوي على رفات الأطفال المفقودين مع مرور الوقت. ما وجدوه لم يكن حادثًا، بل القطعة الأخيرة من لغز شرير، قصة مؤامرة مدفونة منذ فترة طويلة كان صحفي عنيد، مدفوعًا ببحث مدى الحياة عن الحقيقة، مصممًا على كشفها.

نشأت نيا ويتاكر، وهي صحفية شابة من شعب أوجيبوي، على سماع الشائعات. عرفت أسطورة “الحافلة الشبح” التي لم يبحث عنها أحد قط. عندما انتشر خبر الاكتشاف، شعرت بتأكيد غريب. كانت الشائعات صحيحة. بمزيج من الغضب الصامت والحماس الصحفي، بدأت نيا تحقيقها. كانت الرواية الرسمية من مدرسة سانت نيكولاس الهندية الداخلية، التي ترعى الأطفال، أن الحافلة، التي كانت في رحلة نادرة خلال عطلة الربيع، ربما تحطمت خلال عاصفة ثلجية مفاجئة. لكن عندما بدأت نيا التحقيق، اكتشفت أن هذه القصة البسيطة قد تحولت إلى شبكة متشابكة من الأكاذيب والوثائق المفقودة والأشخاص الذين اختفوا بسرعة اختفاء الأطفال أنفسهم.
كان الدليل الأول بسيطًا، لكنه حمل ثقل وعدٍ عمره 47 عامًا. اسمٌ محفورٌ على نافذة الحافلة الضبابية: إليز بلاككرو. اكتشفت نيا أن مابل، شقيقة إليز، لم تيأس أبدًا. الآن وقد كبرت، لا تزال مابل تحتفظ بكل وثيقة، وكل رسالة، وكل قصاصة صحيفة تذكر الحافلة المفقودة. من مابل عرفت نيا حقيقة المدرسة الداخلية: مكانٌ يُعاقب فيه الأطفال بشدة على التحدث بلغتهم، ويُجبرون على التخلي عن ثقافتهم والتحول إلى أشخاصٍ آخرين. لم تكن “رحلة الجائزة” رحلةً على الإطلاق. لقد كانت عقابًا، فعلًا أخيرًا من القسوة على الأطفال الذين يُعتبرون عنيدين جدًا على الانصياع.
بدأت خيوط الأكاذيب تتكشف. عزا بيان المدرسة الأصلي السبب إلى عاصفة ثلجية، لكن نيا، وهي تواصل بحثها، اكتشفت أن جهود البحث كانت ضئيلة. لم يُثر أي استنكار شعبي، ولا أي تحقيق رسمي. نشرت الصحيفة المحلية مقالاً قصيراً واحداً مدفوناً بين الإعلانات المبوبة. بدا أن المدينة سعيدة باختفاء الأطفال. لكن لماذا؟
قادها تحقيق نيا إلى سلسلة من حالات الاختفاء الغامضة ومعاملات عقارية غريبة. اكتشفت أن سائق الحافلة، والتر بروم، الذي أُعلنت وفاته رسميًا في حادث منفصل بعد أسابيع قليلة من اختفائه، كان في الواقع قد زيف وفاته. ثم عاد للظهور بعد سنوات في ميسوري، مرتديًا اسمًا مختلفًا. ما الذي قد يخفيه سائق حافلة بسيط؟ وجدت الإجابة في صفحة صغيرة مهترئة استعادتها من دفتر ملاحظات عُثر عليه في الحافلة الغارقة. احتوت الصفحة، المكتوبة بخط يد طفولي، على ملاحظة واحدة مؤثرة: “قالت إن علينا المغادرة فورًا… إلى البحيرة الكبيرة”. كانت “هي” هي الأخت برناردين، مديرة كنيسة القديس نيكولاس، التي اختفت بعد أيام قليلة من الحادث.