قالت الجدة العجوز: «نحن لا نتحدث عن التوأمين أبداً»… والآن عرفتُ السبب. شاهد التفاصيل كاملة في التعليق 👇👇

في أعماق ريف فيرمونت الأمريكية، حيث يغطي الثلج الطرقات الضيقة وتغيب الشمس مبكراً خلف التلال، يقف قصر فيكتوري ضخم منذ أكثر من قرن ونصف، يحيط به الصمت المطبق والخوف الذي لا يُنطق باسمه. هذا هو بيت عائلة مونتغمري، البيت الذي كان يُقال لكل طفل في العائلة جملة واحدة فقط عندما يقترب من الطابق الثالث: «نحن لا نتحدث عن التوأمين أبداً».

عندما توفيت الجدة العجوز في عمر 97 عاماً، ورثت حفيدتها إلايزا مونتغمري القصر مع كل أسراره. كانت إلايزا تقضي صيف طفولتها في هذا البيت الضخم، تتسلل بين الغرف والممرات المخفية، لكن هناك باب واحد في نهاية الرواق الثالث كان دائماً مغلقاً بالمفتاح، وكلما سألت عنه كانت الجدة ترد بنفس الكلمات: «لا نتحدث عن ذلك».

بعد الجنازة الهادئة التي لم يحضرها سوى أقرب الأقربين، وجدت إلايزا ظرفاً مختوماً بين أغراض الجدة. بداخله مفتاح قديم ثقيل ورسالة بخط يرتجف. بدأت الرسالة بكلمات تكفي لتجمد الدم في العروق: «جدك وأنا فرحنا جداً عندما وُلد التوأمان في صيف 1952، لكن الفرح تحول إلى يأس سريعاً جداً».

التوأمان هما ثيودور وثيودورا. وُلدا في ليلة عاصفة، ومنذ اللحظة الأولى لم يبكيا كأي رضيع عادي. كانا يحدقان فقط، بعيون واسعة سوداء لا ترمش، كأنهما يدرسان كل من حولهما. كتبت الجدة في يومياتها التي وجدها إلايزا فوق المكتب بين السريرين الصغيرين: «لا يبكون مثل الأطفال الطبيعيين… يراقبون فقط. يراقبون كل شيء».

مع الأيام بدأت الأمور تتدهور. اختفت القطط أولاً، ثم الكلاب، ثم حتى الخيول من الإسطبل. كان يُعثر عليها ميتة تماماً من دون جرح واحد، لكن عيونها مفقوءة وكأن شيئاً نظر إليها حتى الموت. بدأ الجد هارولد يعاني من كوابيس، ثم وُجد ذات صباح ميتاً في سريره، فمه مفتوح في صرخة صامتة، وفي اليومية كتبت الجدة جملة واحدة: «سمعتُهما يضحكان بعد أن مات».

اكتشفت إلايزا أن التوأمين لم يكونا أول حالة. في كل جيل من عائلة مونتغمري كانت تولد توائم، ودائماً ما يتبعها موت غامض واختفاء حيوانات وأطفال يصابون بالصمت المفاجئ. آخر صفحات اليومية كانت تحتوي على رسالة مباشرة لإلايزا: «حافظتُ على الغرفة كما هي تماماً… لكن سامحيني يا حبيبتي، وبمجرد فتح الباب قد لا يُغلق مرة أخرى».

لم تستطع إلايزا النوم تلك الليلة. في منتصف الليل، صعدت الدرج بقدمين ثقيلتين، أدارت المفتاح، وفتحت الباب. الغرفة كانت متجمدة في الزمن: سريران صغيران، لعب خشبية، ورائحة خفيفة للحليب الذي طال أمده. على الحائط صورة بالأبيض والأسود للجدة وهي تحمل رضيعين، لكن عينيها مليئتان بالرعب.

في اليوم التالي، ذهبت إلايزا إلى خالتها كاثرين التي تقيم في كوخ منعزل في أطراف الغابة، وكانت الشائعات تقول إنها تمارس «الطرق القديمة». استقبلتها كاثرين بابتسامة حزينة وقالت: «كنتُ أنتظرك منذ سنوات». ثم كشفت الحقيقة المرعبة:

«التوأمان ليسا طفلين مختلفين أبداً… إنهما كيان واحد، نفس الشيء الشرير الذي يولد من جديد في عائلتنا كل جيل. في عام 1723، وقّعت جدتنا الأولى أبيغيل اتفاقاً مع شيء من الغابة مقابل الثروة والحماية. الثمن؟ أن يولد هذا الكيان كل قرن مرة في جسد توأمين، ينمو، يقتل، ثم يعود إلى سباته حتى الجيل التالي».

كان الحل الوحيد هو طقس ربط قديم لإعادة الكيان إلى نومه، لكن هذه المرة قررت إلايزا وكاثرين كسر الدورة نهائياً. في منتصف الليل، تجمعا في غرفة الأطفال، رسمتا رموزاً بالطباشير والدم، وأشعلتا شموعاً سوداء. بدأت الريح تعوي خارج النوافذ، وسمعتا ضحكات أطفال بعيدة تقترب.

عندما بدأ الطقس، ارتجفت الجدران، وارتفعت حرارة الغرفة ثم انخفضت فجأة إلى درجة التجمد. بدأت الظلال على الحائط تتحرك من تلقاء نفسها، وسمعتا صوتين طفلين يهمسان معاً: «أمي… تعالي نلعب». لكن إلايزا لم تتراجع. رفعت يديها وصرخت بكلمات لم تعرف من أين جاءتها:

«أنا إلايزا مونتغمري، سليلة أبيغيل، أنبذ العهد الذي عُقد عام 1723. الدين سُدد. الدورة انكسرت!»

في تلك اللحظة، انفجرت النوافذ، وتطايرت الألعاب في الهواء، وصرخت صرخة واحدة طويلة مزدوجة هزت أساسات البيت. ثم ساد الصمت التام. سقطت الظلال على الأرض كقطع قماش سوداء، وتحولت إلى رماد أمام عينيهما.

في الصباح، كان القصر هادئاً لأول مرة منذ قرون. شعرت إلايزا بثقل يُرفع عن كتفيها، ثقل لم تعلم بوجوده من قبل. احترقت الغرفة بأكملها في حريق غامض بعد أيام قليلة، ولم يبقَ منها سوى الرماد. بيعت أرض القصر، وتوزعت الثروة المتبقية، لكن إلايزا حصلت على شيء لا يُقدَّر بثمن: الحرية.

لأول مرة في تاريخ عائلة مونتغمري، لم يعد هناك من يهمس في الليل: «نحن لا نتحدث عن التوأمين». العهد انكسر، والكيان عاد إلى الغابة من حيث أتى… أو هكذا يأملون.

لكن في ليالي الشتاء الباردة في فيرمونت، لا يزال الناس يقولون إنهم يسمعون أحياناً ضحكتين طفليتين متطابقتين تماماً تتردد بين الأشجار، وكأن شيئاً ما لا يزال ينتظر الجيل القادم.

Related Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *