كانوا عشرين طالبًا صعدوا إلى الحافلة الصفراء للطريق الخامس في صباح عام 1994 ولم يعودوا إلى منازلهم أبدًا. على مدى سنوات، كانت أسماؤهم تُهمس في كل ذكرى سنوية، وتُشعل الشموع أمام المدرسة، مع صور لم تتقدم في العمر. عاشت عائلاتهم لثلاثة عقود مع الجرح ذاته: الغياب والصمت.

في عام 1994، كان هناك عشرون منهم. عشرون طالباً صعدوا إلى حافلة “الطريق 5” الصفراء في ذلك الصباح، ولم يعودوا إلى منازلهم أبدًا. لمدة سنوات، كانت أسماؤهم تهمس في كل ذكرى، وتضاء الشموع أمام المدرسة، وتظهر صورهم التي ترفض أن تكبر. عاش أهاليهم ثلاثين عامًا مع نفس الجرح: الغياب والصمت.

ما لم يتوقعه أحد هو أن الغابة كانت تحمل سرًا. هذا الصيف، عثر عمال الغابات على حافلة مدرسية صدئة مدفونة تحت التراب الأحمر. وصل المسؤولون معتقدين أنها خردة عسكرية قديمة، لكنهم عندما بدأوا في الحفر، تكشفت الرعب: مقاعد سليمة، حقائب مدرسية منسية، وآثار أظافر على النوافذ، وكأن الأطفال حاولوا الهروب.

أعاد هذا الاكتشاف فتح التحقيق، ومعه عاد الأشباح. من الذي دفن الحافلة؟ ولماذا لم تُكتشف من قبل؟ ما الذي حدث حقًا في ذلك الصباح؟ اكتشف الخبراء الجنائيون عبارة مكتوبة يائسة في دفتر ملاحظات طفل: “الطريق لا ينتهي.”

لم يعرف الأهالي ما إذا كانوا يجب أن يودعوا أحبائهم أخيرًا أو أن يخافوا من المزيد من الأجوبة. لأن ما تم كشفه لم يحيي اللغز فحسب، بل أثار الشكوك حول احتمال أن يكون شخص قريب، شخص كان الجميع يثقون به، هو من كان وراء ذلك.

بعد ثلاثين عامًا، تتحدث حافلة “الطريق 5” من تحت الأرض… لكن ما تقوله أكثر إزعاجًا من أي صمت.

الأهالي الذين عاشوا مع الأسئلة لعقود لم يكونوا مستعدين للصدمة التي جاءت بها هذه الاكتشافات. فعلى الرغم من مرور العديد من السنوات، مازال الغموض يحيط بالمكان الذي اختفت فيه الحافلة. على مر السنين، اعتقد الجميع أن الحافلة قد تم اختطافها أو تدميرها في حادث، لكن الحفر الأخير كشف عكس ذلك تمامًا: كانت الحافلة محفوظة بعناية، وكأن أحدًا عمد إلى إخفائها بطريقة غريبة.

الصور التي تم العثور عليها داخل الحافلة، مع حقيبتي ظهر منسية على المقاعد وأدوات مدرسية ملقية على الأرض، جعلت التحقيقات تأخذ منحى مظلماً. وظهرت بعض الملاحظات في الدفاتر المدرسية التي تشير إلى حالة من الفزع والارتباك، مما يلمح إلى أن الأطفال كانوا في حالة خوف قبل اختفائهم مباشرة.

المؤسف في الأمر هو أنه لم يتم العثور على إجابات واضحة حول كيف انتهى الأمر بتلك الحافلة في هذا الموقع النائي. فهل كان شخص ما قد أخذ الأطفال عنوة؟ هل كان ذلك جزءًا من خطة سرية أو جريمة تم تنفيذها بترتيب دقيق؟ أسئلة عديدة ما زالت معلقة، وكلما تم استخراج أدلة جديدة، ازداد الغموض.

العبارة التي كتبها أحد الأطفال في دفتره، “الطريق لا ينتهي”، ظلت تلاحق التحقيقات. كانت هذه الكلمات محيرة، حيث بدت وكأنها تحمل رسائل مشفرة حول مكان وزمان اختفاء الأطفال. هل كانوا يعلمون شيئًا عن مصيرهم؟ وهل كان لديهم معرفة بما سيحدث لهم؟

أما الأهل، فقد أصبحوا بين نارين: من جهة، هناك الأمل في أن يتم أخيرًا معرفة الحقيقة ومعرفة ما حدث لأطفالهم، ومن جهة أخرى، الخوف من أن تفضح المزيد من الأدلة شيئًا أكثر رعبًا. شكوكهم تتزايد حول الأشخاص الذين كانوا جزءًا من حياتهم اليومية، لكنهم الآن يطرحون أسئلة عن مدى تورطهم في الحادث.

المحققون، الذين كانوا يأملون أن يفضي هذا الاكتشاف إلى معرفة كاملة عن الجريمة، أصبحوا هم أنفسهم متشككين. فهم يدركون أن هذا اللغز لا يقتصر على اختفاء الأطفال فحسب، بل يتعدى ذلك إلى أبعاد أكبر، وربما أكثر شرًا. في النهاية، سواء كانت الحافلة قد دفنت من قبل شخص يعرف الحقيقة أو كانت جزءًا من مؤامرة أكبر، فإن ما تم اكتشافه في ذلك الموقع أصبح يمثل علامة استفهام كبيرة في تاريخ تلك المدينة.

الآن، يعود “طريق 5” ليطارد الجميع من جديد، مع ذكرى حافلة مدفونة في التراب، وأسرار دفينة لم تُكشف بعد.

Related Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *