غرفة فندقية في برمنغهام بولاية ألاباما الأمريكية ظلّت «خارج الخدمة» لمدة 41 سنة كاملة، وكان الجميع يعتقد أن السبب «أضرار هيكلية». لكن في 14 مايو 2024، اكتشف مقاول التجديد ماركوس تومبسون جداراً كاذباً داخل الغرفة 237، وعندما هُدم الجدار، ظهرت مفاجأة مروعة: جثتان محنطتان لعروسين شابين، يمسكان بأيدي بعضهما، وكأنهما نائمان منذ ليلة زفافهما.

كان الفندق الكبير «غراند فيو» يُلقّب منذ عقود بـ«الفندق الصارخ». يتناقل عمّال البناء قصصاً مرعبة عن أصوات بكاء وباب يطرق من الطابق الثاني، وأدوات تختفي، وأقدام مبللة تظهر فجأة في الممر ثم تختفي داخل الجدار. ثلاث فرق تجديد سابقة تركت العمل وهربت، لكن ماركوس تومبسون، الذي كانت شركته على شفير الإفلاس، قبل العقد بـ2.3 مليون دولار، وقرر أن «المباني القديمة تصدر أصواتاً، وكفى».

بدأ العمل بشكل طبيعي في الأدوار العلوية، لكن عندما وصلوا إلى الطابق الثاني، انخفضت درجات الحرارة فجأة، واشتدّت رائحة كيماوية غريبة. في الممر، كان يجب أن توجد غرفة 237، لكن الجدار كان أملس تماماً، لا باب ولا رقم. المخططات الأصلية تؤكد وجود الغرفة، لكنها اختفت منذ عام 1983.

قرر ماركوس كسر الجدار من الغرفة المجاورة 236. بعد ساعات من الطرق، دخل الغرفة المختومة، فوجدها متجمدة في الثمانينيات: ورق حائط زهور، هاتف دوّار، ستائر مغلقة، ورائحة فورمالديهايد قوية. ثم اكتشف أن الغرفة أقصر بخمسة أقدام مما يجب، وخلف جدار كاذب جديد، عثر على السرّ المرعب.
على مرتبة قديمة، كان جيمس كارتر (24 سنة) وزوجته ميشيل (24 سنة) مستلقيين جنباً إلى جنب، أيديهما متشابكة، بشرتهما جلدية محنطة، وجوههما هادئة تماماً. بجانبهما فستان زفاف أبيض و بدلة سوداء مطويتان بعناية، زجاجة شامبانيا لم تُفتح، وكأسين، وورد مجفف. على الأرض، دفتر يوميات جيمس، آخر مدخلة مؤرخة 11 يونيو 1983: «تزوجنا رسمياً اليوم، أجمل يوم في حياتي… غداً سأواجه مالك الفندق بدعوى التمييز العنصري».
اتضح أن جيمس كارتر، محامٍ شاب تخرج حديثاً من جامعة إيموري، كان قد رفع دعوى ضد الفندق قبل شهر واحد فقط بسبب التمييز المنهجي ضد الزبائن السود: إلغاء حجوزات، غرف سيئة، أسعار أعلى. مالك الفندق ريتشارد دونور (توفي 2019) خاف أن تُدمّر الدعوى سمعته وأعماله، فأعطى العروسين عمداً أسوأ غرفة بجوار الغلاية، ثم أغلق صمام التهوية، وفتح أنبوب أول أكسيد الكربون ليلاً. في الصباح، وجدهما ميتين وهما يمسكان بأيدي بعضهما.
بدلاً من الإبلاغ، استدعى دونور صديقه في مشرحة ليحقنهما بالفورمالديهايد، بنى جداراً كاذباً خلفهما، ثم سدّ باب الغرفة من الممر وادّعى «تسرّب غاز» ليحصل على تصريح إغلاق دائم. زوّر سجل النزلاء بأنهما «غادرا صباح الأحد»، وباع القصة للشرطة والعائلتين.
بعد 41 سنة، عثر ماركوس على شريط كاسيت في وحدة تخزين دونور الأب، اعتراف كامل مدته 7 دقائق: «لم أخطط للقتل، لكنه أراد تدميري، فدمّرته». كما عُثر على رسالة من الابن روبرت دونور (2019) يعترف فيها أنه اكتشف الشريط بعد وفاة والده، لكنه فضّل بيع الفندق والاحتفاظ بالميراث على إخبار الشرطة.
تم القبض على روبرت دونور بتهمة التستر على جريمة قتل وإعاقة العدالة، وحُكم عليه 18 سنة سجناً من دون عفو مبكر. المحققة سارة ويليامز، التي كانت طفلة عندما عملت والدتها على القضية عام 1983، أغلقت أخيراً الملف الذي ظل يؤرق عائلتها لأجيال.
في مكان الغرفة 237 اليوم، أنشأ ماركوس تومبسون نصب تذكاري دائم: صور زفاف جيمس وميشيل، وثائق الدعوى القضائية، شهادات ميشيل في العمل الاجتماعي، ولوحة كُتب عليها: «جيمس وميشيل كارتر – عروسين، ناشطين، ضحايا الكراهية. جيمس قاتل من أجل العدالة، فقتلوه لأجلها. لتذكّر قصتهما أن النضال من أجل المساواة لم ينته بعد».
تحولت القصة إلى واحدة من أكثر قضايا الاختفاء والجرائم العنصرية شهرة في أمريكا، وألهمت برنامج «مبادرة كارتر» الذي يدرب مقاولي البناء على اكتشاف الجرائم المخفية داخل الجدران، وساعد حتى الآن في حل 8 قضايا باردة أخرى في الجنوب الأمريكي.
غرفة فندقية مختومة 41 سنة، عروسين محنطين داخل جدار، اعتراف بعد عقود، جريمة عنصرية في ألاباما، قصة جيمس وميشيل كارتر… كلها تذكّرنا أن بعض الجدران لا تخفي فقط الأصوات، بل تخفي أرواحاً تنتظر من يمنحها العدالة والكرامة بعد طول انتظار.