علماء الآثار يعثرون أخيرًا على جثة الملك آرثر في هذا الكهف!

على مدى العقود القليلة الماضية، غرس الملك آرثر شخصيةً يكتنفها الغموض، بطلاً أسطورياً يصارع وجوده بين التاريخ والموت. وقد أسرت قصص كاميلوت، وسيف إكسكاليبور، وفرسان ميسا ريدوندا، الأجيال، لكنها لطالما اعتُبرت أسطورة، قصةً قبل النوم غارقةً في السحر والبطولة. إلا أن اكتشافاً حديثاً في إحدى بحيرات هيريفوردشاير القديمة بإنجلترا، شكّل تحدياً لعلماء الآثار، ونجح في تغيير نظرتنا إلى هذه الشخصية الأيقونية باستمرار. أليس الملك آرثر شخصيةً؟ هل كان جسده وجنوده يصارعون وجوده بين ماضينا طوال هذا الوقت؟

انضم فريقٌ من علماء الآثار، بقيادة خبراء بريطانيين، إلى موقعٍ قريبٍ في قلب هيريفوردشاير. لا يُشكِّل العثور على كل ما عُثر عليه تحديًا للتاريخ المعروف فحسب، بل يُحبط أيضًا خيال الملايين. عظامٌ طويلةٌ محفوظة، نُقشت على الجدران بإتقان، ونُحتت بدقةٍ بالغةٍ منذ آلاف السنين: هذه هي الآثار التي قادت الباحثين إلى استنتاجٍ مُريب. قد يُربط الباقي خطأً براي أرتورو، القائد العسكري الأسطوري الذي، وفقًا للتقاليد، انضم إلى بريطانيا في زمن السلم.

بدأ الاكتشاف كرحلة استكشاف روتينية. تشير الأدلة الأثرية إلى أن تروبيه القديمة تجولت في الممر، كاشفةً عن كنزٍ دفينٍ من ذلك العصر. عند الدخول، يكتشف المرء مساحةً يبدو أنها بِيعَت عمدًا، كما لو أن أحدهم أراد إخفاء سرٍّ ما. زُيِّنت الجدران بزخارف تُشبه قصةً ملحمية: رموز فسيفسائية، وأكاليل زهور، وتماثيل مُغطاة، تُذكّر بالأساطير الفنية. لكن اللافت للنظر هو مجموعة الناس، التي تُشجّع على النقاش، وتُقدّم قرابين تُوحي بطقسٍ كامل.

كشف التحليل الأولي للبقايا عن تفاصيل مثيرة للاهتمام. تُظهر العظام علامات حرق مُدبّر، وهي ممارسة نادرة يُمكن ربطها بطقوس الجنازة في أوائل العصور الوسطى. إضافةً إلى ذلك، عثر الباحثون على شظايا معدنية متآكلة، يُحتمل أنها بقايا سيف أو درع، تُذكّر بصور سيف إكسكاليبور الأسطوري. لكن ما أذهل الخبراء حقًا هو التأريخ الأولي: إذ يُمكن أن يعود تاريخ البقايا إلى القرن الخامس أو السادس، وهو نفس العصر الذي عاش فيه آرثر، وفقًا للسجلات التاريخية.

فماذا يعني هذا الاكتشاف؟ بالنسبة للكثيرين، يُعدّ دليلاً على أن الملك آرثر لم يكن مجرد خيال من موسيقيي العصور الوسطى، بل شخصية حقيقية ألهمت حياته الأساطير التي نعرفها اليوم. بل يتكهن البعض بأن هذا الاكتشاف قد يكون مرتبطًا بنبوءة الملك آرثر: فكرة أن الملك لم يمت، بل يستريح، منتظرًا الوقت المناسب للعودة وإنقاذ بريطانيا في أحلك أوقاتها. تشير العلامات الطقسية في الكهف إلى أن من دفنوه آمنوا بعودته، وهو صدى لقصصٍ استمرت لقرون.

بالطبع، يُحذّر المشككون من أنه لا يزال من المبكر جدًا التوصل إلى استنتاجات قاطعة. تحتاج البقايا إلى فحص الحمض النووي والمزيد من التحاليل لتأكيد هويتها. لكن حتى هؤلاء لا يستطيعون إنكار الأثر الثقافي لهذا الاكتشاف. فقد أصبح كهف هيريفوردشاير مزارًا لعشاق التاريخ ومُحبي أسطورة الملك آرثر، الذين يرون في هذا الاكتشاف صلةً ملموسةً بماضٍ مجيد.

هذا الاكتشاف لا يُعيد إشعال الجدل حول تاريخية الملك آرثر فحسب، بل يثير أيضًا أسئلةً أعمق: من كان هذا الرجل حقًا؟ ما هي الحقائق الكامنة وراء قصص كاميلوت؟ ولعلّ الأكثر إثارةً للاهتمام هو ما تعنيه عودته المحتملة لعصرنا؟ مع استمرار علماء الآثار في كشف أسرار الكهف، يبقى أمرٌ واحدٌ مؤكدًا: أسطورة الملك آرثر لا تزال حيةً كعادتها، وقصته لا تزال تحمل الكثير لترويه.

Related Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *