اخْتَفَى أَخَوَانِ أَثْنَاءَ تَسَلُّقِ جِبَالِ الأَلْبِ – بَعْدَ ٣ سَنَوَاتٍ، يَجِدُ صَيَّادٌ هَذَا…

كل حينٍ وآخر، تحتفظ الجبال بسرٍّ. أحيانًا تهمس به مرة أخرى، محفورًا في الجليد، باهتًا في الحبر، محمولاً على الريح. هذه قصة حقيقية مؤثرة عن الأخوين السويسريين لوكاس وإميل هارتمان، اللذين أصبح اختفاؤهما لغزًا استحوذ على أمة بأكملها، ورسالتهما الأخيرة كشفت عن قوة العائلة الهادئة، والبقاء، والحب.

لوكاس، 29 عامًا، وإميل، 26 عامًا، كانا أكثر من مجرد إخوة؛ كانا أصدقاء مقربين، شركاء في التسلق، وأبناء جبال الألب. نشآ في قرية صغيرة قرب إنترلاكن، قضيا طفولتهما في تسلق المنحدرات الصخرية، والتزلج على المسارات المتجمدة، واستماع إلى قصص والدهما عن عمليات الإنقاذ في الجبال، ودروس والدتهما عن الصبر واحترام الطبيعة.

بحلول عام 2021، كانا قد غزوا عشرة مسارات جبلية رئيسية عبر سويسرا وإيطاليا والنمسا. رباطهما تشكّل في البرد، في عقد الحبال، وفي شروق الشمس الصامت فوق التلال الوعرة. عندما أعلنا خطتهما لمحاولة صعود بريدهورن الشتوي – قمة خبيثة سيئة السمعة على الحدود السويسرية الإيطالية – لم يشكّك أحد في مهاراتهما. لكن هذه المرة، بدت الجبال مختلفة. الطقس غير متوقع، تساقط ثلجي مبكر يتبعه ذوبان مفاجئ. توسلت أمهما إليهما الانتظار. ضحك إميل قائلاً: «لا تقلقي يا أمي، لوكاس معي. إنه يعرف الجبل أفضل من أي شخص».

في 9 يناير، انطلقا. آخر رسالة منهما كانت فيديو قصير: أخوان يبتسمان عند بداية المسار، رقاقات الثلج تتطاير، لوكاس يعدّل حقيبته، إميل يبتسم: «انطلقنا. نراكم على الجانب الآخر». كان ذلك آخر ما رآه أحد لهما.

في البداية، لم يصيب أحد الذعر. كان إخوة هارتمان معروفين بالانقطاع عن الشبكة. لكن بعد أربعة أيام دون أخبار والطقس يزداد سوءًا، بدأ القلق. بحلول اليوم السابع، تحول القلق إلى رعب. بدأ البحث الرسمي في 14 يناير. مروحيات، طائرات بدون طيار، كلاب الانهيارات الثلجية، ومتسلقون محترفون فتشوا المسار الغربي – الطريق الذي اختاره لوكاس. عُثر على فأس جليد واحدة، محفور عليها الأحرف الأولى «LH». كانت للوكاس. قفاز وحيد متجمد وصلب عُثر عليه على بعد كيلومترات. هل كان لإميل؟ لم يتمكن أحد من التأكيد.

بعد ثلاثة أسابيع، علّق البحث. قال المنقذون إن الجبل أعطى كل ما لديه. إحصائيًا، كان البقاء مستحيلاً. لكن عائلة هارتمان رفضت الاستسلام. استأجروا مرشدين خاصين، عادوا كل ربيع عند ذوبان الثلج، نشروا لافتات في القرى، وعرضوا مكافآت. انتهت كل دليل بالصمت. مرت كل موسم دون إجابات. احتفظت جبال الألب بسرها – حتى بعد ثلاث سنوات.

كان أواخر أكتوبر، بعد نحو ثلاث سنوات من اختفاء الأخوين. لم يتساقط الثلج الأول بعد، وكان هواء الخريف أدفأ من المعتاد. تقلصت الأنهار الجليدية، كاشفة وجوه صخرية مخفية لعقود. كان توماس كيلر، صياد يبلغ 61 عامًا من راندا، يتجول في منحدر تحت «توتنهانغ» سيئ السمعة – منحدر الموت، مكان يهمس عنه السكان المحليون بأصوات خافتة.

لاحظ شيئًا غير مألوف: شريط نايلون باهت، حقيبة ظهر، ثم – تحت حافة صفيحة جليدية تذوب – شكل بشري، ملتف كأنه نائم، محفوظ في الجليد. السترة مسحوبة، قفاز واحد مفقود. على بعد عشرة أمتار، عظام متناثرة في الحصى. وصلت السلطات بمروحية. كان الاستعادة دقيقة. احتوت الحقيبة على محفظة: إميل هارتمان. تطابقت الحمض النووي مع لوكاس. بعد ثلاث سنوات، أعادتهما الجبال أخيرًا.

من بين العناصر المستعادة دفتر صغير بحجم راحة اليد – حبره باهت لكنه لا يزال مقروءًا. داخلها، خط إميل يروي قصة أكثر إيلامًا مما تخيل أحد. بدأت المدخلات بعد يومين من الوصول إلى المخيم العالي:

11 يناير: «عاصفة بيضاء منذ أمس. حاولنا الانتظار، لكن الريح قاسية. يعتقد لوكاس أن نتراجع غدًا إذا تحسنت الرؤية. الطعام بخير. المعنويات مقبولة».

13 يناير: «لا رؤية بعد. الـ GPS لا يعمل. يعتقد لوكاس أن الهوائي تجمد. حاولنا العثور على المسار العكسي، انتهى بنا الأمر في وادٍ. كدت أفقد توازني. أمسك بي. دائمًا يفعل».

14 يناير: «ليلة. نحن ضائعون. أعرف الآن. لوكاس لا يقولها، لكني أراها في وجهه. البرد يتسلل إلى عظامنا. يدي اليمنى خدرة. أسقطت قفازي. أخاف إخباره».

16 يناير: «نفد الطعام. نصف لوح شوكولاتة لكل غدًا. نذوب الثلج للماء. لوكاس يتحدث أقل الآن. ينظر فقط إلى الأفق. أعتقد أنه يحاول البقاء قويًا من أجلي. أشعر بالخزي لأني لا أستطيع أن أكون قويًا مثله».

17 يناير: «الثلج حتى خصرنا. صنعنا مأوى بالقماش المشمع. مزقت الريح نصفه. لوكاس مصاب بحمى. لن يقولها، لكني أشعر بها في جلده. يرتجف حتى عندما نكون ملتصقين. رويت له قصة عن البحيرة التي سبحنا فيها أطفالاً. ابتسم. كان ذلك كل شيء».

18 يناير، صباحًا: «لا أشعر بقدمي. ساقاي ثقيلتان جدًا. لوكاس لا يستيقظ بسهولة بعد الآن. تنفسه ضحل. لا أريد النوم، لكن يجب. ربما أحلم بالمنزل. بحساء دافئ. بصوت أمي».

الصفحة الأخيرة، بدون تاريخ، سطر واحد فقط:  
«إذا وجدت هذا، من فضلك أخبري أمنا أننا بقينا معًا».

عندما قرأ المحققون كلمات إميل الأخيرة لعائلة هارتمان، بكت أمه في صمت. أمسك والده بكرسيه حتى ابيضت مفاصله. كل عام، أضاءت آنا هارتمان مصباحين في نافذتها – واحد لكل ابن، يضيئان ضد سماء الجبل المظلمة. عندما أُعيد دفتر إميل، ضمته إلى صدرها وهمست: «لم يكونا وحيدين».

أقامت القرية حفل تأبين عند سفح الجبل. حضر متسلقون، سكان محليون، وغرباء تابعوا القصة عبر الإنترنت. وُضعت شموع وحجارة قرب صورة الأخوين يبتسمان جنبًا إلى جنب. تحدث مرشد جبلي بهدوء: «لم يأخذهما الجبل دون قتال. أحباه كثيرًا. احترماه. وفي النهاية، أعادهما إلينا – ليس مكسورين، بل معًا».

لأول مرة في ثلاث سنوات، نظرت عائلة هارتمان إلى القمم ليس بحزن، بل بذكرى، وسلام، ومعرفة أن الحب حتى في أقسى الأماكن على الأرض يترك أثرًا لا يمحوه الزمن والثلج.

حتى مع الإغلاق، بقيت أسئلة. لماذا فشل الـ GPS؟ هل كانت العاصفة شديدة لدرجة أن الأقمار الصناعية لم تصل إليهما؟ هل كان بإمكانهما البقاء لو استمرت نافذة الطقس يومًا واحدًا إضافيًا؟ موقعيهما الأخير كان بعيدًا جدًا عن المسار المخطط – هل تاهوا، أم أُجبروا على تغيير الطريق بسبب انهيار جليدي أو غريزة؟

همس بعض سكان القرية عن «منحدر النوم»، مكان تجنب لأجيال. مهما حدث، واجه لوكاس وإميل المجهول ليس كضحايا، بل كإخوة – معًا حتى النهاية.

شهدت جبال الألب آلاف المتسلقين يأتون ويذهبون، بعضهم منتصر، وبعضهم مفقود. لكن كل حينٍ وآخر، تبرز قصة من الجليد تبقى معنا – ليس بسبب كيف انتهت، بل بسبب مدى إنسانيتها العميقة.

لم يغز لوكاس وإميل الجبل. لم يزرعا علمًا أو يلتقطا صورة قمة. فعلا شيئًا أكثر دوامًا: أظهرا للعالم معنى التمسك ببعضهما، حتى عندما ينزلق كل شيء آخر. قصتهما عن الأخوة، قوة العائلة الهادئة، والشجاعة لمواجهة الموت بكرامة.

في مكان ما في الصمت الأبيض البارد، واجه شابان ساعاتهما الأخيرة ليس بالخوف، بل جنبًا إلى جنب، قلبًا إلى قلب. وعندما أعادهما الجبل أخيرًا، أعاد أيضًا رسالة – تذكيرًا بأن الحب حتى في الأماكن الأكثر وحدة لا يختفي. يدوم. ينتظر. وأحيانًا، يُعثر عليه مرة أخرى، مكتوبًا بحبر باهت تحت الثلج.

إذا أثرت فيك هذه القصة، من فضلك أعجب واشترك. نشارك قصصًا حقيقية كل أسبوع – ألغاز، بقاء، وقوة الروح البشرية الهادئة. ماذا تعتقد أنه حدث فعلاً على الجبل؟ هل لا تزال جبال الألب تحتفظ بأسرار لم تُكشف بعد؟ اترك تعليقًا أدناه – نقرأ كل واحد. وإذا كنت تعرف شخصًا سيؤثر فيه هذه القصة، شاركها معه. لأن بعض القصص تستحق التذكر.

فعّل الإشعارات لتفوتك لحظة نكشف فيها لغزًا آخر.

Related Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *