أعماه مالك المزرعة واعتدى على زوجته… وبعد 30 عاماً، انتقم ابنه الخفي منه

أعمى صاحب المزرعة زوجها واغتصبها.. وبعد 30 عاماً انتقم ابنها السري بطريقة تُركت جيمس ويتمور يموت في برازه

نوفمبر 1845: غرفة تفوح منها رائحة الجحيم  
عندما دفع توماس كروفورد، قائد شرطة مقاطعة بوفورت في كارولينا الجنوبية، باب غرفة نوم جيمس ويتمور، كاد يتقيأ. الرائحة كانت مرعبة: بول، عرق، براز بشري، وشيء متعفن لا يوصف. على السرير كان ويتمور، صاحب المزرعة الشهير، يبدو كجثة رفضت الموت. جلده شاحب مليء بالكدمات، شفتاه متشققتان، وعيناه اللتين كانتا يوماً ثلجيتي الغرور غارتا في الجمجمة حتى بدتا تنظران من عالم آخر. همس الطبيب للشرطي لاحقاً أن ما رآه في أسفل جسد الرجل «لا يصلح لذكره في تقرير رسمي». كان ويتمور قد اغتُصب وجوع وتُرك ليتعفن في قذارته أياماً. وعلى الأرض حول السرير سبع بصمات أقدام مختلفة ذهاباً وإياباً. ما حدث في تلك الغرفة سيظل يطارد المقاطعة لأجيال، لكنه لم يكن مجرد جريمة قتل وحشية، بل خاتمة دورة انتقام بدأت قبل ثلاثين عاماً بالضبط.

ربيع 1815: الليلة التي انكسر فيها كل شيء  
في قلب الأراضي المنخفضة بكارولينا الجنوبية، حيث تتلألأ حقول الأرز تحت هواء الصيف الثقيل، امتدت مزرعة ويتمور على مئتي فدان من الثروة والقسوة. كان جيمس ويتمور، 38 عاماً، وسيماً متعلماً، يحبه المزارعون الآخرون لـ«انضباطه». لكن خلف الأبواب كان انضباطه أشد ظلاماً. من بين العبيد امرأة في السادسة والعشرين تُدعى سارة، وُلدت حرة في تشارلستون لكن اختُطفت وبيعت بعد وفاة والدها. كانت تقرأ وتكتب سراً، وتزوجت ماركوس النجار الماهر. حبهما كان صامتاً ومحرماً. في ليلة 23 أبريل 1815، ثمل ويتمور بالويسكي والسلطة، فحاصر سارة في الرواق العلوي. دوّى صراخها في المزرعة لكن أحداً لم يجرؤ على التدخل. في الفجر كانت سارة محطمة، وفي الليلة التالية سيُدمر الرجل الذي أحبها.

الحديد الذي أخذ عينيه  
عندما عاد ماركوس ورأى الكدمات، لم يحتج لسؤال. في الصباح دخل مكتب ويتمور وقال أربع كلمات: «لم يكن لك الحق». ابتسم ويتمور ابتسامة من لم يُرفض له طلب قط. بعد دقائق سُحب ماركوس إلى الفناء، ضُرب، ثُبت على الأرض، وسُخّنت مكواة حتى ابيضت. أعطى ويتمور الأمر بنفسه. لامس الحديد اللحم، فملأت صرخات ماركوس المزرعة ورائحة العيون المحترقة. عندما انتهى كان النجار أعمى، وغادر ويتمور دون أن يترك أثراً على جسده. راقبت سارة زوجها يتعثر إلى الكوخ، غسلت جراحه، وسقته الماء، ونذرت نذراً صامتاً: هو لم يعد يستطيع محاربة ويتمور، لكنها ستفعل.

الحمل المخفي أمام عيون الجميع  
بعد ستة أسابيع اكتشفت سارة أنها حامل من ويتمور. كان هذا الرعب الأخير والسلاح الأمثل. أخبرته فسخر منها وأعطاها زجاجة أعشاب للإجهاض ثم نسيها. لكن سارة ربطت بطنها، ارتدت ملابس فضفاضة، وعملت أكثر من أي وقت. ساعدتها النساء الأخريات في إخفاء الحمل: وقفن بينها وبين ويتمور، وهمسن بالدعاء عند مرورها. في نوفمبر 1815 ولدت توأماً في كوخ قرب الحقل: صبي وفتاة. صمت الصبي وبكت الفتاة، فقررت سارة مصيرهما. بقيت الفتاة «ليلي» في المزرعة طفلة مستعبدة مسجلة في دفاتر ويتمور. أما الصبي صموئيل فاختفى تلك الليلة في سلة تحت البطاطا الحلوة، حمله صديق إلى 32 كيلومتراً بعيداً. لم يعرف ويتمور أبداً.

أبناء النور والظل  
كبرت ليلي خادمة في البيت الكبير، تتحرك بصمت وتراقب وتتذكر. أما صموئيل فكبر سراً في كنف عائلة أخرى، تعلم القراءة والانتظار. كل رسالة مسربة من أمه علمته المزيد عن أبيه الحقيقي. في 1833، عاد شاباً في الثامنة عشرة باسم مزيف: صموئيل فريمان. دبّر حادثاً على جسر ريفي وأنقذ ويتمور، فشكره المزارع وقبله مساعداً. بعد عامين صار مديراً لكل الممتلكات، وبعد عامين آخرين تبناه ويتمور قانونياً ليصبح «صموئيل ويتمور» الوريث الشرعي.

عقد من الانتقام الصامت  
لعشر سنوات لعب صموئيل دور الابن المثالي. ابتسم، أطاع، وفي الخفاء جمع الرجال الذين عانوا مثله أو فقدوا زوجاتهم وبناتهم لغرفة نوم ويتمور نفسها.

نوفمبر 1845: أسبوع الحساب  
بدأ الأمر بفنجان شاي يحتوي على مادة مشلّة من نبات نادر. انهار ويتمور، تصلب جسده وبقي عقله مستيقظاً. أبقى صموئيل الباب مغلقاً والماء بعيداً. لسبعة أيام فاض إناء الحجرة واشتد التعفن. جاء سبعة رجال، كل منهم أب أو أخ أو زوج لامرأة اغتصبها ويتمور، وأخذ كل واحد دوره. في اليوم السابع دخلت سارة، نظرت إلى الرجل الذي امتلكها وقالت: «نسيتني.. كان هذا خطأك». في تلك الظهيرة توقف تنفس ويتمور، وسجّل الطبيب «أسباباً طبيعية».

الحرية والنار والصدى الطويل  
تركت الوصية كل شيء لصموئيل. في أسبوع أعتق جميع العبيد. بكت ليلي لأول مرة بصوت عالٍ، وساد الصمت المزرعة ليس خوفاً بل ذهولاً. استخدم صموئيل الميراث لبناء مدارس، تحرير آخرين، ونشر كتيب «العواقب الطبيعية للأنظمة غير الطبيعية» حُظر في كل الجنوب. احترقت المزرعة عام 1867، واليوم تقوم عليها ضواحٍ هادئة. في حديقة صغيرة لوحة برونزية تقول: «لـ سارة وماركوس وصموئيل وليلي: تأخرت العدالة لكنها لم تُنكر». كل 8 نوفمبر توضع زنابق بيضاء هناك، ولا أحد يعرف من يضعها.

الثمن الحقيقي  
عاش صموئيل 74 عاماً وتوفي في ماساتشوستس بعد أن أسس مدرسة للأطفال المحررين. في مذكراته الأخيرة كتب: «لا أندم على طريقي، أندم فقط أنه كان ضرورياً». الرعب الحقيقي ليس في الانتقام، بل في عالم جعل الانتقام هو القانون الوحيد المتبقي عندما تُغلق أبواب العدالة.

Related Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *