ستُعاد مومياء أميرة سكيثية، عمرها 2500 عام، اكتُشفت في تربة سيبيريا الصقيعية قبل 21 عامًا، إلى مثواها الأصلي وسط انتقادات محلية بسبب الكوارث الطبيعية. ويأتي هذا القرار بعد عقود من الدراسات العلمية ونقاشات محتدمة حول الأهمية الثقافية والروحية لهذا الحيوان.

اكتُشف جثمان الأميرة المحفوظ جيدًا عام ١٩٩٣ في تلة دفن على هضبة أوكوك. شكّلت وشومها المزخرفة وملابسها الفاخرة والقطع الأثرية المرافقة لها صورًا قيّمة للثقافة السكيثية. إلا أن قرار نقلها من مثواها الأخير أثار جدلًا بين الجماعات البروتستانتية المحلية التي تعتقد أن روحها قد تأثرت بالاضطراب.

وفقًا للأساطير المحلية، دُفنت الأميرة في التربة الصقيعية لمنع الأرواح الشريرة من غزو عالم الأحياء. ويعتقد البعض أن الكوارث الطبيعية الأخيرة في المنطقة كانت نتيجةً لإزعاج نومها الأبدي. ولتهدئة الأرواح ومنع المزيد من الكوارث، دعا شيوخ المنطقة إلى عودة الأميرة.
وافق العلماء على إعادة المومياء إلى الوطن وبناء مقبرة جديدة تُراعي تقاليد الدفن السكيثية. ستُقام المقبرة الجديدة على هضبة أوكوك، على ارتفاع 2500 متر، وستكون متاحة للباحثين لإجراء دراسات مستقبلية.
يُمثل قرار إعادة الكنز إلى موطنه الأصلي تحولاً جذرياً في نهج الاكتشافات الأثرية. فهو يُقرّ بأهمية التراث الثقافي والمعتقدات الروحية للشعوب الأصلية. وبينما يسعى العلماء إلى معرفة المزيد عن السكيثيين وعاداتهم، من الضروري الموازنة بين السعي وراء المعرفة واحترام الماضي.
تُذكّرنا إعادة عذراء الجليد السيبيرية بأن الاكتشافات الأثرية ليست مجرد موضوعات للدراسة العلمية، بل لها أيضًا أهمية ثقافية وروحية عميقة. ومن خلال تلبية رغبات المجتمع المحلي، يُظهر العلماء التزامًا بالبحث الأخلاقي واحترامًا للثقافات المتنوعة على كوكبنا.