في فضيحة طبية جديدة تهزّ أروقة المستشفيات الأمريكية، انتشر فيديو مراقبة CCTV منخفض الجودة مدته 15 ثانية فقط، يُظهر ممرضة تدعى ساشا راميريز (28 عامًا) ترتدي زيًا طبيًا أزرق داكنًا ضيقًا، وهي ترقص التويرك ببطء وانخفاض أمام مريض مقعد يُدعى جمال هايز (45 عامًا) في ليلة عيد الهالووين عند الساعة 11:42 مساءً. تُلقي ساشا نظرة فوق كتفها، تشير بفمها «عيونك عليّ»، بينما يقفز معدل نبض جمال من 72 إلى 108 نبضة في الدقيقة، وهو متجمد تمامًا غير قادر على الحركة. الفيديو المسرب يوم الثلاثاء حقق 7.6 مليون مشاهدة خلال 48 ساعة فقط، ليُشعل عاصفة رقمية تحت هاشتاج #TwerkGate الذي تجاوز 3.9 مليون منشور – نصفه غضب عام ونصفه ميمز ساخرة.

ساشا راميريز، التي كانت تعمل في مستشفى سانت ماري، فُصلت فورًا صباح الأربعاء الساعة 7:45 بتهمة «استغلال المريض»، بعد أن قدم جمال هايز شكوى رسمية جاء فيها: «لم أستطع الحركة، أجبرتني على المشاهدة». الفيديو، الذي التقطته كاميرا أمنية داخل الغرفة، يُظهر بوضوح أن المريض كان تحت تأثير أدوية قوية، مما يجعل أي تفاعل غير مرغوب فيه انتهاكًا صارخًا للأخلاقيات الطبية وقانون HIPAA لحماية خصوصية المرضى.

في دفاعها عبر بث مباشر على إنستغرام، ادّعت ساشا أن الأمر كان «مقلبًا ليلة الهالووين»، مضيفة: «ضحك معي في وقت سابق، نسيت وجود الكاميرا». سرعان ما حولت حسابها على تيك توك إلى خاص، بينما تستمر في نشر تعليقات غامضة مثل «أرقص نحو الحرية» من حسابات بديلة. لكن إدارة المستشفى لم تقبل التبرير، وأصدرت بيانًا رسميًا يؤكد «حظر الأجهزة الشخصية نهائيًا داخل غرف المرضى» لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

من الناحية القانونية، يواجه التصرف عقوبات مزدوجة: انتهاك خصوصية طبية يُعاقب بغرامات تصل إلى 50,000 دولار لكل حالة، بالإضافة إلى تهمة اعتداء جنسي محتملة لأن المريض كان في حالة ضعف تام. محامي جمال هايز أكد أن دعوى مدنية قيد الإعداد، تطالب بتعويضات مالية كبيرة ومراجعة شاملة لسياسات الأمان في سانت ماري. الجمعية الأمريكية للممرضين (ANA) أدانت الفعل بشدة، واصفة إياه بـ«خيانة للثقة الأساسية بين المريض والممرض».
على وسائل التواصل، انقسمت الآراء بين الغضب والسخرية. من أبرز التعليقات التي حصدت مئات الآلاف من الإعجابات:
– «هالووين؟ لا، هذا كابوس حقيقي 😱»
– «منظّم نبض القلب كان يصرخ: أنقذوني!»
– «ساشا: مقلب. جمال: صدمة نفسية مدى الحياة»
في المقابل، أنتجت الميمز صورًا معدلة لشاشة مراقبة النبض مع تعليق «من 72 إلى 108 في 3 ثوانٍ – قوة التويرك»، مما زاد من انتشار الفيديو رغم محاولات الحذف.
جمال هايز، الذي غادر المستشفى وعاد إلى منزله، يتجنب الإنترنت تمامًا، وفقًا لعائلته. في تصريح لوسيلة إعلامية محلية، قال شقيقه: «كان يعاني من كسر في الساق، لم يكن يتوقع أن يصبح ضحية فضيحة وطنية». أما ساشا، فهي الآن عاطلة عن العمل، وتتلقى تهديدات يومية عبر الإنترنت، مما دفعها لإغلاق معظم حساباتها العامة.
مستشفى سانت ماري أعلن عن تدريب إلزامي جديد حول «السلوك المهني والخصوصية الرقمية»، بالإضافة إلى تركيب أغطية على كاميرات المراقبة داخل الغرف لمنع التسجيل غير المصرح به. كما بدأت لجنة داخلية تحقيقًا لمعرفة كيف تم تسريب الفيديو من نظام الأمان المغلق – هل كان هناك تواطؤ من موظف آخر؟
في سياق أوسع، يأتي #TwerkGate ضمن موجة من الفضائح الطبية المنشورة عبر الإنترنت، مثل حالات التصوير السري في غرف العمليات أو إساءة معاملة المسنين. لكن هذه الواقعة تتميز بتوقيتها (ليلة الهالووين) ووضوح الانتهاك، مما جعلها تتجاوز حدود «الفضيحة المهنية» إلى «جريمة موثقة».
خبراء الأخلاقيات الطبية يحذرون من أن مثل هذه الأفعال لا تُدمر سمعة فرد واحد فحسب، بل تهز ثقة المجتمع بأكمله في النظام الصحي. الدكتورة لورا كينغ، أستاذة الأخلاقيات الطبية في جامعة جونز هوبكنز، علّقت: «المريض في أضعف حالاته، والممرض هو خط الدفاع الأول عن كرامته. أي إساءة هي خيانة للمهنة بأكملها».
بينما تستمر المنصات في حذف النسخ الأصلية، تبقى نسخ معدلة متداولة عبر روابط خارجية ومجموعات مغلقة. ساشا راميريز، التي كانت تُروج لنفسها كـ«ممرضة مرحة» على تيك توك قبل الحادث، أصبحت الآن رمزًا للخطأ المهني الفادح. أما جمال هايز، فلا يزال يعاني من آثار نفسية، ويرفض التحدث علنًا خوفًا من الشهرة غير المرغوب فيها.
في النهاية، يبقى هذا الفيديو القصير درسًا مريرًا في مخاطر التصرفات الاندفاعية داخل بيئة حساسة كالمستشفى، وكيف يمكن لـ15 ثانية أن تُدمر حياة مهنية وتُشعل نقاشًا وطنيًا حول الأخلاق والخصوصية والحدود. #TwerkGate ليس مجرد فضيحة عابرة، بل جرس إنذار لكل من يعمل في القطاع الصحي: الكاميرا