في صورة عائلية من ثمانينيات القرن الماضي، تجمدت عائلة سعيدة بابتسامات دافئة وعناق يحمل وعدًا بمستقبل مشرق. لكن تلك العائلة، عائلة هندرسون، اختفت في جبال روكي دون أن تعود أبدًا. بعد خمسة عشر عامًا، اكتشف متجولون كوخًا مخفيًا وسط الأشجار المتساقطة، وما وجدوه بداخله جعل حتى علماء الطب الشرعي الأكثر برودة يشعرون بالذهول: هياكل عظمية متناثرة على الأرض، جدران مغطاة برسائل غامضة وغير مفهومة، وصمت ثقيل يفوق رعب الموت نفسه.

أكدت الفحوصات ما لا يمكن تصوره: كانت تلك بقايا عائلة هندرسون. لكن التفاصيل لم تكن منطقية. حملت العظام علامات غريبة، كما لو أن أصحابها قاتلوا شيئًا غير مرئي. وعلى الجدران، كتبت بعض العبارات بالفحم التي جمّدت الدم في العروق: “إنها ليست هي”. أصبحت الابنة الكبرى، كلير، محور اللغز. كشفت بقاياها عن تشوهات غير مفسرة، وفي دفتر يوميات الأم، كتب اعتراف مرعب: “كلير لم تعد ابنتنا. عيناها… ليستا كما كانتا”.

ما الذي حدث حقًا في تلك الليلة داخل الكوخ؟ هل كانت مأساة إنسانية، أم فعل جنون، أم شيء أكثر قتامة؟ لم يتمكن أحد من فك اللغز. كشفت التحقيقات عن تفاصيل مقلقة: عظام تحمل آثار كفاح غامض، ورسائل تبدو كأنها صرخات تحذير من شيء لا يمكن تفسيره. يوميات الأم أشارت إلى تغيرات غريبة في كلير قبل الاختفاء، وكأن شيئًا استولى عليها. لكن لا توجد إجابات واضحة، فقط أسئلة تتكاثر كالظلال.

حتى اليوم، تحتفظ الجبال بأسرارها. يقسم المتجولون الذين يجرؤون على السير في تلك المنطقة أنهم يسمعون خطوات خافتة، ضحكات بعيدة، وأصواتًا لا يفترض أن تكون موجودة. يتردد البعض في الاقتراب من موقع الكوخ، حيث يشعرون بنظرات تراقبهم من بين الأشجار. تقارير متفرقة تحدثت عن ظهور أشباح أو أصوات غامضة، لكن لا شيء ملموس يمكن أن يؤكد الحقيقة. هل كانت العائلة ضحية ظروف مأساوية، أم أن قوة أخرى كانت وراء اختفائها؟ يبقى اللغز معلقًا، كأن الجبال نفسها ترفض الكشف عما شهدته تلك الليلة. ومع كل خطوة يخطوها الزوار في تلك الغابات، يشعرون بأن شيئًا ما لا يزال يراقب، ينتظر، ويهمس في الظلام.