في عام 1981، دخل ثلاثة من صانعي الأفلام الوثائقية الشبان إلى مصنع مهجور لتصوير مشروع جامعي. لكنهم لم يغادروا أبداً. لمدة سنوات، بحثت عائلاتهم بلا كلل عنهم. لم يُعثر على أي أثر لهم سوى سيارتهم المهجورة ودفتر ملاحظات يحتوي على جملة واحدة فقط: “هناك شيء هنا لا ينبغي أن يوجد.”

مرت اثنا عشر عاماً، وفي عام 1993، عثر مجموعة من العمال على جدار مزيف في قبو نفس المبنى. وراءه كان باب مغلق. وعندما فتحوه، كان الهواء مملوءاً برائحة الرطوبة وشيء لا يمكن وصفه. على الأرض كانت هناك خوذتان، أوراق، وكاميرا قديمة. وكان الفيلم داخلها ما زال يمكن أن يكشف صوراً.

ما أظهرته اللقطات جعل الفني الذي شاهدها يترك وظيفته في نفس اليوم. عند الدقيقة 42، قال أحد صانعي الأفلام الوثائقية: “هل سمعت ذلك؟”، ثم تحركت الكاميرا باتجاه نهاية الردهة… وفجأة، اقترب شيء – ظل، نفس، يد – حتى غطى الصورة بالكامل.

تم تصنيف ما تبقى من اللقطات بشكل سري. لم يدخل أحد إلى تلك الغرفة مرة أخرى. لكن الجيران يقولون إنه كل شتاء، تضاء الأنوار في المكان الذي كان يقع فيه المصنع بشكل مفاجئ.
وفي بعض الأحيان، إذا كنت صامتاً، يقولون إنه يمكن سماع صوت الكاميرا القديمة وهي تبدأ في التسجيل مرة أخرى…
هذه القصة تحمل بين طياتها نوعاً من الغموض المرعب الذي لا يمكن تفسيره. فالمصنع المهجور أصبح يشبه إلى حد كبير مكاناً محظوراً، حيث يُعتقد أن هناك شيئاً غير مرئي وغير قابل للفهم قد تم إطلاقه منذ ذلك الوقت. ترى هل كان ذلك شيئاً طبيعياً أم أن هناك ظاهرة ما لا يمكن للعلم تفسيرها؟
عندما يتساءل الناس عن سبب اختفاء أولئك الشبان، وعن الكاميرا التي عثر عليها لاحقاً، يتردد في الأذهان سؤال أكبر: هل كانت هذه الحوادث مجرد مصادفة؟ أم أن هناك شيئاً ما عميقاً في أعماق هذا المصنع قد تسبب في اختفاء هؤلاء الأشخاص؟ مع كل قصة جديدة تُروى عن هذا المكان، يزداد الغموض وتغرق الأذهان في المزيد من التساؤلات.
تُشير بعض النظريات إلى أن الكاميرا قد أظهرت شيئاً غير بشري أو غير مرئي. ربما تكون هناك قوة خارقة للطبيعة كانت تسيطر على المصنع، أو ربما كان هناك شيء ما في تلك الزمان والمكان الذي لا يمكن للبشر أن يفهموه. ومع تصاعد القصص والشهادات من أولئك الذين مروا بالقرب من المكان، يتزايد الشعور بأن هناك شيئاً عميقاً ومخيفاً يحدث في تلك الزوايا المظلمة من التاريخ.
وفي الوقت نفسه، لا يمكن تجاهل الحقائق المحيطة بالموقع ذاته. فالمصنع الذي كان يستخدم من قبل في الماضي لم يكن مجرد مكان مهجور، بل كان نقطة جذب لأولئك الذين كانوا يبحثون عن حقائق غامضة. وفي لحظات الهدوء، يقول البعض إنهم سمعوا أصواتاً غريبة تخرج من المنطقة، تماماً كما لو أن شيئاً قد بقي هناك بعد سنوات طويلة. ربما كانت تلك الأصوات جزءاً من التسجيل الصوتي الذي تركه أولئك الذين اختفوا، أو ربما كانت تلك الأصوات تأتي من شيء آخر، كظلال الماضي التي لا تزال تلاحق المكان.
أحد التفاصيل المخيفة في هذه القصة هو أن الأنوار التي تضيء فجأة في فصل الشتاء قد تكون دليلاً على أن شيئاً ما يحدث في هذا المكان المظلم في أوقات غير عادية. ربما يكون هناك نوع من الأنشطة غير المرئية، أو ربما يكون هناك شيء غير بشري أو غير طبيعي يسيطر على المكان في الأوقات المناسبة.
وفي النهاية، تظل الأسئلة قائمة. هل كان ما حدث في هذا المصنع مجرد حادث؟ أم أن هناك شيئاً أكبر بكثير يحدث وراء الكواليس؟ على الرغم من أن الأجوبة قد تكون بعيدة عن متناولنا، فإن ما تبقى هو شعور عميق بالخوف والفضول. فلا تزال كاميرا قديمة، ربما تلتقط شيئاً لم نكن على استعداد لمشاهدته، في انتظار أن تبدأ التسجيل مجدداً.